الأحد، 22 أبريل 2012

مساحة جغرافية


الارتباط بالمكان له خصوصية وقدسية لايمكن المساس بها أو التقليل من شأنها مهما حاول البعض تهميشه أو ربطه بالقدر ، هو رباط لايمكن العبث فيه او تزييفه أو التفكير بمجرد التلاعب فيه وعادة مايكون ارتباطنا بالأمكنة أقوى من ارتباطها بنا  مع ان العكس وارد أحياناً .

إن ذلك الارتباط  نتج عن مجموعة مشاعر إنسانية وموروثات ومحفزات ومثبطات وذكريات وجدران وشوارع وأشخاص  وصور لا حصر لها ، جميعهم اجتمعوا في مكان ما في الذاكرة واعطوا اشارة للقلب ليعبر عن حبه وولائه لتلك المساحة من الكون .


المكان في العموم ليس سوى مساحة جغرافية لا تختلف عن غير ها إلا بالموقع والمناخ وبعض الميزات او العيوب التي يتم تحديدها وفق لمقاييس عالمية لا شأن لنا بها ،تلك الأمكنة  بالنسبة للانسان هي أكثر من ذلك بكثير
هي حنين وأمان هي الدفء هي الحب اللا رادي هي الطفولة والشباب ،هي الدائرة التي يلتف حولها الأهل ويتمركز فيها الأصدقاء ، فشمسها ليست ككل الشموس وأزهارها تحمل عبقاً يختلف عن جميع أزهار الأرض.

كل ذلك لا يأتي عبثاً  إنها أفكار تعشش في أدمغتنا  رغماً عنا  تماماً كما يضخ القلب الدم رغماً عنا وعن الجميع.
فلا يمكننا مهما فعلنا ان نقتلع الأرض من جذورها ولا أن ننفي علاقتنا بها لمجرد أن الجذر اصابه اعياء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق