الجمعة، 1 يونيو 2012

أموت أحمقاً؟!

نقل عن الفيلسوف البريطاني برتراند راسل قوله حين سأله أحدهم
هل أنت مستعد أن تموت من أجل آرائك؟


أجاب الفيلسوف: لا !


تابع السائل: لماذا؟

راسل: قد أكون مخطئاً فأموت أحمقا


بعض الأفكار تبدو رائعة للوهلة الأولى ،ولكن حين يتم خبزها في فرن (لا يرحم) تزيد حرارته عن ال 400 درجة مئوية حتماً ستحترق ، وبعضها تبدو شهية وهي في مراحلها الأولى -مواد  خام - وبمجرد أن تختلط مع بعضها البعض  حتى تتغير معالمها كلياً و تصبح منفرة للعين والنفس،  أفكار أخرى يسيل لها اللعاب وهي مغلفة بألوان زاهية ، مدفونة بين أكوام من الثلج  وبمجرد خروجها من بينه تصبح مقززة ،وبعضها  غير قادر على تحفيز حاسة التذوق لدينا ولكن حاسة الشم تكون قد بدأت ممارسة اللعبة وتقوم بدورها ب حث العقل على تشجيع اللسان على القيام بمهمته و هكذا .

أحيانا تأخذنا العزة والانتماء المبالغ فيه لأرائنا الشخصية التي بنيناها على افتراضات ومشاعر شخصية لا على قرائن ودلالات ونكون مستعدين لأن نخسر أشخاص رافقونا الدرب سنوات طوال وأهدونا أجمل ما عندهم أو أن نحطم قصوراً من الأحلام أو ندهس أمم ونمضي غير آبهين فقط من أجل حزمة من الأراء

هي مجرد عصبية بلهاء قبلية لا مكان لها بيننا في هذا الزمان ولا هذا المكان ولكننا زرعناها بيننا وأخذنا نسقيها ونرعاها حتى أصبحت أشجار شيطانية في غابات سوداء تكاد تلتف سيقانها على أعناقنا وتفتك بنا .
لا يمكنني أبدأ ان انسى ذلك الحوار الذي بدا لطيفاً للغاية في أوله ...
كان الحديث هاديء تتخلله بعض المجاملات اللطيفة وخفة الظل اللامتناهية وفجاة  تحول مسار الحديث من الدائري إلى المستقيم  وأجبر كل واحد فينا على الإدلاء برأيه الشخصي ألقينا بكل شيء جانباً ، عبسنا ، صرخنا وبدأنا الحرب
يامدعي
 يا منافق
يا وصولي
يا .. لا شيء
 أنت لاشيء
ياقذر
أكرر انت وصولي
 كيف لمتعلم واع مثلك  أن يتبنى مثل هذه الأراء؟
 نادم أنا على معرفتك، خذ جميع هداياك وارحل عن قارتنا
لا أريد أن ارى ملامح  وجهك في شوارعنا حتى تغير أراءك
 يلقي هو عليك بحجارة الطريق وينعتك بالديكتاتور وتبدأ المقاطعة

وهاهو الحوار الذي كان حميمياً مشتعلاً بالعاطفة ينتهي بإشعال حريق ضخم

لا نهاية له .

هل تستحق أرائنا مهما كانت مقدسة أن ندافع عنها بتلك الوحشية ؟!
 حتى وإن كان الثمن حياتنا

وماذا إذا إن كانت تلك المسلمات خاطئة أو يعتريها شيء من الخطأ ؟
هل سنظل مسلحين على أتم الاستعداد  لدخول حروب أخرى من أجلها ؟
أم سنعترف بكل هدوء أننا كنا مخطئين ؟
ولكن حينها جميع ما خسرناه لن يكون قابل للاسترداد .
البشر اللذين كانو أقرب إلينا من انفسنا اختفوا ولن يعودوا
فكرتك ثبت أنها كانت خاطئة وحججك تم دحضها مع مرور الأيام وتوالي الوقائع .
مالذي جنيته قارن بين الغنائم وحجم الخسائر ، عد بشريط الأحداث إلى الوراء قليلاً وانظر لنفسك في المراة وانت تصرخ وتلعن وتسب وتقلل من شأنك من يتحدث إليك !

يمكن أن تصيب ويمكن أن تخطيء  لأنك لست قديس/ة  وحتى القديسين والأنبياء خطاءون
فلا تموتوا حمقى.

تقبل أراء الآخر إن أردت منهم أن يتقبلوا آراءك ولا تجبر الناس على ما لاتتقبل أن يجبروك عليه.
لا تتسرع وتخسر نصف الكون من أجل أراء ومعتقدات وفبركات لا مصدر لها سوى عقلك

 حتى وإن كانت حقيقة ولها مصادر موثوقة دافع عنها بعقلانية واحترم من يخالفها حتى ترقى وترتقي .


هناك تعليقان (2):

  1. حتى وإن كانت حقيقة ولها مصادر موثوقة دافع عنها بعقلانية واحترم من يخالفها حتى ترقى وترتقي


    رووووووووووعة

    ردحذف
  2. ياريت كلنا نستوعب الموضوع عشان نرقى ونرتقي الي بيحصل غريب والله ، والله غريب احنا ارقى من كدا

    ردحذف