الاثنين، 28 يناير 2013

أشياء تستحق الذكر





هم يقولون أشياء كثيرة تستحق الذكر،


يقولون أنني جئت وأن وجهي ناعم ولكن تعلوه صفرة غريبة ، يقولون بأنني أبدو اليوم جميلة ويقولون أنني في صوري القديمة كنت أكثر طولأ وتألقًا وعفوية ، يقولون أن الشمس اليوم حارة وأن القمر سيعود ويقولون أنهم شربوا الكثير من القهوة فلم يستطيعوا النوم، يأكدون بأنهم أكلوا خبزا من نوعية مختلفة!
يصرون أن يخبروني بأنهم جلسوا على كراسيهم في تمام التاسعة وأنهم أدوا واجباتهم وذهبو إلى البيت قبيل الغروب ، يقولون بأن أطفالهم لايملون اللعب ويرفضون الذهاب إلى المدرسة ، وأن أزواجهم مملين جدًا ،يقولون أن الكلب الذي يرقد تحت نافذتهم أسود ولا يكف عن النباح أبدًا...

يقولون ذلك كل يوم!

الخميس، 10 يناير 2013

الطقوس في العروس

في العروس حبيبي


اقتربتُ من الحاجزاللعين وتوقفتُ لحظات لالقي عليه السلام، اللحظات امتدتْ لدقائق لا إراديًا لانه لم يكن يصح انه يكون سلاما عابرًا بعد كل هذه القطيعة ، صمتي كان نابع من الوهج والرهبة التي أضفاها هو على أول اللقاء.

تأملتُ اللوحات العبقرية التي كان يرسمها على السطح ، شعرت وكأنه يرحب بي بحرارة، تأملتُ صخوره المبتلة والسعيدة بمكانها ومكانتها، راقبت المشهد عن كثب والتقطت كاميراتي الداخلية صورًا كثيرة للتفاصيل االقريبة والبعيدة ،الحشرات والكائنات التي لازالت تكتشف المكان رغم أنها ألفته ،تتسلق الصخور وتحفر وتدفن وكأنها تبحث عن أشياء ضائعة ،لم أترك لقطة إلا والتهمتها ،إنها المرة الأولى التي اختلي فيها بكل هذا اللون الأزرق !




وكأنها المرة الاولى التي التقي فيها بالبحر ،إنها بالفعل المرة الأولى الي أرى فيها بحر جدة بهذه الروعة ، كنت في أحلى منفى يمكن أن يعيش فيه آدمي ، رغم أنني لم اتعرف على بحور كثيرة ولكنني أكاد أجزم ان بحر جدة مختلف ربما لأنني أعرفه منذ زمن بعيد ، كنت اجري معه لقاءات كثيرة قبل أن أولد ولكن جميعها لم تكن بمستوى لقاء اليوم ، لقد احسست أنه لقاء يستحق التوثيق ولذلك بدأت تنساب مني الحروف على الورق بسلاسة منقطعة النظير تمامًا كهذا الموج الذي يرقص على ايقاع وحدتي بحرفية عالية .

يا بَحرَ العروس
اِحملني على مَهل
خذني إليك أخذا ناعمًا
اقتلعْ آخرَ جذرٍ شيطاني فِيي
اُكنس خَوفي بتلاطم موجك الثائر



لا شبيه لك لأنك تشبهني
أيها العاشق الغارق في وحدته
 ينقصك حبالٌ صوتيه  وبعض السكر
أأكونُ أنا السكر ؟

قربني منك

لنحتفي سويًا بولادتي الثانية





لم أكن بحاجة إلى موسيقى ترفعني، اكتفيتُ بالنغم القادم من الأعماق كان كفيلا بأن يأخذني يمينا وشمالا ، أتأرجح وأنا في قمة نشوتي ، نسيتُ أنني هنا ، نسيتُ حدود جدة الشمالية والجنوبية نسيت قائمة المحظورات ، عشت لأول مرة كما يجب أن اعيش ،متحررة مني ومنهم ومن أوجاعي ، تناسيتُ وجود الناس من حولي ،استرخيت واطلقتُ العنان لحواسي لتشم رائحة الملح على الصخور ، كنت اقترب بالقدر الذي يسمح للموج ان يترك قطراته الشهية على وجهي ، مع كل قطرة كنت احس انني إنسانة حية كادت تنسيها الأيام أنها حية ، بعد ان تلطخت ملامحي بالملح قررت أن امشي ببطء شديد لأتأمل كل شبر هنا ،الماء هنا يختلف عن الماء على بعد ثلاثة أمتار، كل بقعة تحوى أسرار بلون آخر، رأيتُ الوحيدن مثلي يتأملون أنين البحر ويلقون الحصى فيه، كل حصاة تمثل وجع استوطن فيهم وهم يحاولون بشتى الطريق أن يلفظوه خارجهم قبل ان يعودوا ليمارسو ا الرتابة وسط المدينة الخالية من أي موج ، وأطفال تسللوا خلسة نحو الشاطيء القريب ليلحقوا بالكائنات الغريبة التي لم يتعرف عقلهم الصغير عليها بعد ،وأناس آخرين لا يعني لهم البحر شيء هم يستمتعون بالنسمات الرقيقة التي نادرا ما تداعب العروس ، لا ينظرون تجاه العمق ، البحر لهم مجرد كمية ماء احتمعت لتعكس لون السماء أو حوض أسماك ضخم!


لو عرفوا احساسي في هذه اللحظة لأبلغوا السلطات عني لينالوا شرف التبليغ عن هاربة من مستشفى المجانين ، تسلم على البحر وتحدثه بصوت مرتفع وتبكي امامه وتستجديه ان يسقيها ماءه.


مضت ساعتين وكأنها دقيقتين كنت فيها برفقة عشيق متمرس في حلم بنفسجي . 

تركت المكان مجبرة كطفل يجروه جراً من مدينة الملاهي 

سلمتُ على أقرب صخرة للشاطيء فارتفع الموج عاليًا واهداني كمية لابأس بها من ماءه تكفيني إلى أن يحين موعد الزيارة القادمة ، كان يخبرني بصوت مرتفع بأنه لم يكتفي بعد. 

أنانية أنا  ازورك لاقتبس منك اجمل مافيك وارحل.

غيابي لنْ يطول هذه المرة أعدك يا أجمل ما خلقه الرب .