الأحد، 23 سبتمبر 2012

عيدي الوطني


إنه عيد وطني ، وطني الذي لم تحرقني شمس سوى شمسه ، خارطته بجبالها ونخيلها وصحرائها وشوارعها الغير ممهدة مرسومة على ضفتي الروح ، فيه خرجت من رحم أمي إلى رحم الحياة، اختصرتها فيه، هنا احتفلت بعيد ميلادي الأول والأخير ،هنا ،صرخت معلنة البدايات ،هنا بكيت من قلبي ، مرة لاني مريضة ومرة لانني خائفة ومرات عديدة بلا اسباب، فيه لعقت اول قطعة حلوى ،هنا جهزت قوائم أحلامي، طبختها ولم تنضج ، رغم حرارة الأجواء ، لم تنضج ، هنا خطوت الخطوة الأولى (حافية) بين الازقة الضيقة ، هنا ركضت وتقطعت أنفاسي ، هنا انشق ثغري فرحاً واحمرت عيناي حسرة ، لعبت بترابه وحجارته والتقطت أجمل الصور لأمواجه الحائرة الثائرة ،فيه علمني اولاد الحي كيف ادافع عن حقي، هنا أحبائي ، صديقتي أيضاً من هنا ، شجرة عائلتي كبرت و اثمرت هنا ، اخبرني مرة انه يحبني (سرا )حتى لايسمعه مواطن من النخب الأول ويشير نحوي باصبعه ساخرا (انتي اجنبية) ، فيه كتبت عن اول فرحة التقتني واخر سهم اخترقني ،فيه امي اضاعت عمرها وابي اشترى عكازه هنا ، صدقوني انا من هنا وأحب هذه الارض واحب هذا العلم الأخضر ،

كل عام وانت بخير يا وطن.
(مواطنة نخب ثالث)






الخميس، 20 سبتمبر 2012

مسار غير افتراضي




حدودك شرفك فالزمها / القافية من صنع الآلهة / فلا تعبث/ لا تنسى زنبقة على قبر جدك / ولا تترك الحمام يعبث بنافذة الجارة/ لا تضع الثلج في عصير التفاح / لا ترمي الغريب أو الغرب بالحجارة /إن اشتهيت النبيذ اشربه وحدك سراً / لا تتسكع ليلاً ولا نهاراً / السماء ليست لك/ لا تتغزل في جولييت ولا تسامح شكسبير على فعلته الحقيرة / أنت مثالي ولكن تنقصك الأجنحة / لا تخاطب مرآتك اليوم ولا غداً ولا بعد ستين عام / لا تملئ منزلك الصغير ب أقلام وأفلام جديدة/  المسام المفتوحة خطيرة / لا تنشق/ لا تعلق / لا تخلق ولا تحلق ولا تخترق .

لا تتصت أبداً إلى عصفور يتيم يشتكي/ لا تترافع نيابة عنا / القبائل في الخيام / أنت بمفردك في الحلم الأخير / لن تنال الحرية / أنت مسالم/ اقترح طرق جديدة نطور فيها علب السجائر/ أو استورد منكهات نضيفها لل (همبرجر) و (البيتزا)  / لا تقترب من معامل تصنيع القنابل / لا ترتب غرفتك على وقع الموسيقى/ لا تداعبها / لا ترسم وجه مبتسم ولا تسمح لهم أن يصوروك إلا لأسباب جنائية / لا تدعو في الظلام / البوذيين في السعير / خير الكلام ما قل ولم يدل / اشتري لجميع سكان عطارد بدل حمراء ضيقة / لا تبحث للإيدز عن دواء / لا تمارس الرذيلة في العلن/ اكذب كذبة بنفسجية أو فبرك أخرى تتلون كما تتلون الحرباء في صحراءنا وإياك والكذبة البرتقالية/ أنت الأول والآخر والمنزه عن الخطيئة فلا ترتكب وإن ارتكبت فلا تعترف وإن اعترفت فلا تعتذر وإن اعتذرت لا تنظر إلى بعيد ولا تنتظر.

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

مواطن





(مَا أقسى أنْ تعيشَ وتموتَ وأنتَ (أجنبي) وما أقسى أنْ يتجاهلَ العالم أجمع بأنكَ

تتحرق شوقاً لتعرف مَا تعنيه كلمة مُواطنْ وأن تشعرْ بما يشعر بهِ ذلكَ الكائن

الغريبْ)

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

جُسور






(الجسور لنْ تستطيعَ أنْ تقومَ بِمهامها طويلاً لأنَنا تغيرنا كثيراً).

مسكينة يا ممراتنا ...

مهما كنتُ متينة سيأتي اليوم الذي لا تقوين فيه على حملنا



 كُتب عليكِ أن تتألمي من أجل أقدام خائرة و قلوب رمادية يائسة ترفض التغيير وتأبى أن ترى الثقوب البيضاء .

 لو كنتُ جسراً لانتفضت .
لو كنتُ جسراً لادعيت المرض .
لو كنت جسراً  لسننتُ قوانين وشروط جديدة .
لو كنتُ جسراً لطالبت حاشيتي أن يدافعوا عني بأحدث الأسلحة.
لو كنتُ جسراً لما سمحتُ بتخطي الحمولة القصوى لمن يمتطيني .
لو كنت جسراً لتقاضيت رسوم وضرائب على كل عبور .


  حكاياتنا غثة لاتؤتي ثمر ، نتبع أسهم أكلها الصدأ ومرت عليها قطارت الزمن ،نحَملُ الاسفلت مالا يطيقه فقط لأننا تعودنا على رفاهية الحزن .


((ثوري يا جسور، قبل أن يفوت وقت الثورة، ثوري 
 فحتى الجماد له كامل الحق في أن يعيش ))

السبت، 8 سبتمبر 2012

عُبيدة آخر





وسط ذلك الحي البسيط والمباني القديمة والناس الطيبة التي يسري الحب في عروقها ووسط الوجوه الصافية المؤمنة التي لم تعرف للحقد طريقاً وبين البشر اللذين لم يشهدوا خوفاً ولم يلحظوا أبداً  مشاهد تنزع من قلوبهم الطمأنينة ، يقطن ذلك الفتى ابن التاسعة الذي لم تعرف البلدة طفلاً بجماله والذي لطالما كان يتباهى بحُسنه الآخاذ أمام أصدقائه وجيرانه في الحي وكانوا هم بدورهم يتقبلون ذلك بصدر رحب بل ويفخرون كونه واحد منهم وخرج من بينهم : بالفعل أنت أجملنا وما رأينا في حسنك فتى من قبل وأننا لنظن بأنه ما تخطاك أحد في العالمين إلا يُوسف  .

 رغم ما يقطر من غرور مع كل عبارة تخرج من فمه  ورغم أنه يسخر منهم واحداً واحد ، ذاك لأن شعره خشن والآخر لأنه أسمر والثالث لأن عيناه كعيني شبح  والأخير لأنه كسول لا نفع منه ،إلا أنه يحبهم كثيراً وهم أيضاً لا يخفون مدى تعلقهم به فهم لا يستطيعون بأي حال ان يبدأو يومهم دون ان يمرو به ودون أن يستمعوا إلى تعليقاته اللطيفة ، فقد كان خفيف الظل طيب القلب قريب من الجميع معطاء فلا تكاد تمر ساعة حتى يهديهم قطعة حلوى أو مشروب بارد أو حضن عشوائي، كل نهاية أسبوع يجتمعون في بيته ويحاولون أن يرسمونه ويفشلون ،اعتادوا أن يقف وسطهم كل مساء ويخبرهم بأنه الأجمل وأنه يتحدى أي أمٍ في الحي ان تنجب طفل مثله وإن فعلت فسينحر نفسه.

في ذلك اليوم  خرج ليجلب الحليب لأمه وبينما هو في الطريق وحده يتبختر كعادته سقطت على رأسه قذيفة وكأنها كانت ترصده هو تحديداً ، ركض الجميع ليستفسروا عن الصوت ومنهم  أصدقائه فلم يصدقوا ما رأوه !!
ركضوا باكين مشمئزين ليخبروا أمه بانه ابنها (صديقهم الأجمل) قد تحول من أبيض كالقمر إلى أسود متفحم وعيناه الرماديتان قد خرجتا من رأسه .

يجب عليكِ أن تنجبي لنا آخر يشبهه لأننا كنا نباهي الشام كلها فيه .
 لقد كان عبيدة مختلف تماماً عن أي طفل آخر، كنا دائماً نرى في نظرته لمعان يوحي بأن القادم أجمل ، لم نرى فتى مثله في طيبه وجمال وجهه وروحه .
 أرجوكِ نريد عُبيدة آخر ، يمكننا أن ننتظر تسعة أشهر ولكن ليس أكثر ، أرجوكِ.

لم يكادوا ينهون توسلاتهم ولم تكد هي تذرف أول دمعة حتى سقطت عليهم قنبلة أخرى وقضت عليهم جميعاً .