السبت، 16 فبراير 2013

عازل صوت

 نسيتُ كيف يندهش المندهش
وكيف تصيح المنتشية
وكيف يخرج الدخان من تحت أعقاب الكلام؟!
ابجديتهم فقيرة
خبأتم باقي الحروف أم أحرقتموها ؟
لا شيء ينبت في الهوامش
لا فتنة ولا تصفيق ولا خربشة
موظفوا المطافي في اجازات مفتوحة
اعطوني عصا سحرية
أو اعيروني عازل صوت من نوعية جيدة
كيف دفنتم الناي؟
وكيف تركتم الساحة للجاز والروك ؟
الوحيدون لا يسمعون
مَحظوظون
قِصصكم مُغبرة مُصفرة مُقززة
قَصَف يقْصِف وقذف يَقذِف
اخفضوا صوتكم
فالحروف أيضًا تشمئز وتستحي
احتاجُ إلى هُدنة
اصمتوا
قليلاً
تكفيني دقيقة أو دقيقتين لاخرج من القاعة بِسلام
بعدها يُمكنكم استخدام اللغة الهشة

الخميس، 14 فبراير 2013

أركان يفوح منها الحب




بيني وبين الجدران قصة عشق قديمة وطويلة ، خرجتُ من رحم أمي إلى رحم غرفة صغيرة ، هندسيًا هي ما بين المربعة والمستطيلة، أذكر تلك اللحظة تمامًا وكأنها بالأمس ، وكأن شمسًا واحدة لم تغيب ، أكاد أجزم بأنني لم أعش حياة طبيعية إلا معها وفيها، لا إنسي ولا جني استطاع أن يحتويني مثلها.
تلك الأركان الأربعة ،
عندما اتهاوي بينها وتتسرب مني رائحة اليأس كانت ترمقني بنظرة حانية ، عطوفة ورقيقة وطيبة ، تبتلعني في أحضانها ، كانت تسمع قصصي وقصاصاتي المكررة والمملة دون ان تصفعني أو تقلل من شأن ما أقول .
وذلك السقف الجميل ، لي معه حكايا لا تنتهي ، كرٌ وفر ، كتبتُ فيه مئات القصائد ولازلتُ أكتب ، جميع أحلامي منثورة عليه وكأنها نجوم في سماء ، كل حلم مثبت بدبوس وكل دبوس له لون ، التراكواز للأحلام المستحيلة والأحمر لكل ما يتعلق بأنوثتي والأصفر للعشاق الغائبين ،الأسود للكوابيس والأخضر للأحلام المشفرة .
وفي عيد الحب الذي لا اعترف فيه لا يسعني إلى أن أقول لغرفتي وبصوت عالي :
 أحبك ..
أحبك كثيرًا .