الثلاثاء، 28 مايو 2013

أرحب بالغرباء ذوي المناقير المخروطية



ذلك الطائر الأخضر الذي حط على كتفك ،
هو أراد أن يذكرك بشيء كنت قد على وشك أن تنساه ،
 هل تذكرته أم لازلت تفتش عن اسمه في الموسوعات والغرائبيات ؟
لقد زارني طائر غريب قبل أسابيع ولم أهتم أن اعرف اسمه ، أجلت البحث ، الغيت الفكرة تمامًا واكتفيت وقتها بتأمله من كل الجهات ،طبقات الريش العجيب ، منقاره المخروطي الطويل ، ألوانه الستة عشر ، نظرته كانت تشبه نظرة الغيم إذا غضب ،فتحت النافذة وسألته من أنت فخرج منه صوت يشبه النحيب ولكنه جميل ، جميل جدًا بعدها طار ،قبل أن يختفي تمامًا ناديته : أيها الغريب سامحني لأنني سألتك من تكون ، قلبي مفتوح لاستقبال أقربائك في أي وقت
أخبرني أنت عن لقائك بالطائر الغريب ..

لازلت تبحث عن اسمه !؟

الاثنين، 27 مايو 2013

دعني أحدثك عنهم



دعني أحدثك عن الرجال العاديون ، قد تكون واحدًا منهم ولكنني مضطرة أن احكي لك عنهم لأنهم أغبياء ويظنون بأنهم أدهى من الثعالب ، يتخيلون الغريبات في منامهم بقمصان النوم ، يتحرشون بهن بسذاجة ، وردة بلاستيكية ، ابتسامة تشي بفراغ وسطحية مرعبة، يقدمون قصائد مشوهة بنهايات متشابهة ، يطرقون الأبواب مترددين أو يكسرون النوافذ بهمجية ، لايعرفون كيف تبدأ الحكايات ، يحبون اللون الأحمر والأسود ، يسألون عن القامة ولون الشعر ، تهمهم التضاريس والعيون العسلية ، يسألون عن الوزن والسن ويطلبون صور فوتوغرافية ، لايهمهم القلب ولاخارطته ، وإذا سألتهم عن الروح يقولون أنها من أمر ربي ، لايكتبون إلى البحر ولا يعرفون عدد النجوم ،غدهم واضح ، مهنتهم التلقين ، يأكلون خمس مرات في اليوم ، الأكل صلاتهم ، المزاج حكر عليهم ، لا يسمعون العود ولا الناي ولا القانون ، يرتادون الحانات في النهار ، يرقصون ويشربون ويتساقطون ، والصالحون منهم لا يخرجون من الصومعة الا ليعقدوا قرانهم على المراة التي ستنجب لهم فلان أو فلانة ، الرجال العاديون أغلبية ساحقة والمراة الغير عادية تنشد مرفأ لا منفى ، ولذلك تفقد أنوثتها في المحطات.

الاثنين، 22 أبريل 2013

قريبًا ...كوخ في عطارد


بور



مررتُ بأرضٍ بور ،صرختُ بأعلى الصوت ، غنيتُ ، طفتُ بكل أطرافها علني أجد حيًا واحدًا ولكنني لم اجد جواب ، أصريتُ ، عبثتُ ، نفضتُ ، حفرتُ ،انتظرتُ طويلًا في الحريق ولم يخرج أحد ، قررتُ أن ارجع ولكنني نسيتُ طريق العودة ، جربتُ الجهات الأربع وكنت أفشل في كل مرة فشلًا ذريعًا، استعنتُ ببوصلتي ولم ترشدني ، لا مخرج، عطشتُ ولم أجد قطرة ، شعرتُ أن الحياة تلوح لي بيدها ، تودعني
شابَ شعري فجأة ،جهزتُ قبري مقدمًا ....
وبالفعل متُ بعد ساعتين .

السبت، 23 مارس 2013

في اسطنبول


عشوائية
أو عدم تسلسل
أو بهجة مبالغ فيها
أو ربما شذوذ
لون أخضر ممزوج بصخب غريب
صقيع في الجبل وشجن في المقاهي
ليل طويل جدًا
نوارس تحط وحمام يطير
أعياد غير مبررة
هتافات
ريح تقتلع القلب من الصدر
قارب يغادر وقارب يصل
ريح عكسية تعيد القلب إلى الصدر
حمقى ومتسولون
ألحان عبثية وربما مزعجة في أحيان كثيرة
مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى
أهلا وسهلا
دعابة
من مصر من فلسطين من السعودية أو العراق ؟
زهر و طاولة وأرجيلة
مهزوم ينتظر من يراضيه
قبلة من المنتصر وفنجان سحلب ساخن
كستناء وذرة ومثلجات
مطر من دون مقدمات
ركضنا فطارت المظلة
ارتعاشة شهية
سائق (تاكسي) يخيرنا 
إما التصفيق أو يتركنا مبللين وسط الطريق
يتحدث بلغته ونرد بلغتنا
يبدأ حوار لطيف
عربي عربي
عربة؟
لا يفهمنا العجوز
ندور حول أنفسنا نلقي بأغراضنا ونرقص مع بائع حلوى يحاول أن يعرف لنا الجنون
نبكي فيبتسمون فنبتسم
نودعهم بأسى ونعود لنركب نفس الحافلة لتسلك نفس الطريق ونبدأ الدوران حول المركز نتحسر نهارًا ونتماسك ليلًا على أمل أن يراودنا حلم آخر

السبت، 2 مارس 2013

برتقال






نسيتُ شكلَ البرتقال ورائحته ولونه منذ أن طردوا جدي وجدتي وقتلوا الشجر.
رأيتُه هنا مائة ألف مرة ولكن بُرتقال بلادي لا يشبه أي برتقال آخر.

مطرقة






كلما التقيتُ ب وجهٍ يشبهك
تخرج مطرقة من مكان ما وتدق مسمارًا في جدار ذاكرتي الهش
يتسارع نبضي
الاحق الصور المشروخة واتوسل الوجه المسرع
انتظرني لاقطف آخر عنقود
اتركني اتحسس الذكرى والوجع
تلك الضحكة المعجونة بالخبث الشهي
العين التي يختبأ داخلها قطيع من الذئاب
والنظرة التي تشبه الصحو والبحر والمطر
وجهك يشبه بحيرتي يا سيدي
يرفض الوجه الاستماع 
ينظر إلى الشرطي الواقف كتمثال:
مجنونة إضافية حرة !
يستمر الدق حتى يغيب الوجه
وأصحو بعدها منهكة مكبلة وميتة من فرط الحنين

السبت، 16 فبراير 2013

عازل صوت

 نسيتُ كيف يندهش المندهش
وكيف تصيح المنتشية
وكيف يخرج الدخان من تحت أعقاب الكلام؟!
ابجديتهم فقيرة
خبأتم باقي الحروف أم أحرقتموها ؟
لا شيء ينبت في الهوامش
لا فتنة ولا تصفيق ولا خربشة
موظفوا المطافي في اجازات مفتوحة
اعطوني عصا سحرية
أو اعيروني عازل صوت من نوعية جيدة
كيف دفنتم الناي؟
وكيف تركتم الساحة للجاز والروك ؟
الوحيدون لا يسمعون
مَحظوظون
قِصصكم مُغبرة مُصفرة مُقززة
قَصَف يقْصِف وقذف يَقذِف
اخفضوا صوتكم
فالحروف أيضًا تشمئز وتستحي
احتاجُ إلى هُدنة
اصمتوا
قليلاً
تكفيني دقيقة أو دقيقتين لاخرج من القاعة بِسلام
بعدها يُمكنكم استخدام اللغة الهشة