السبت، 19 مايو 2012

تحرير فلسطين كان بالأمس

كانت التحضيرات على قدم وساق على غيرالعادة ولكنني لم أسأل عن سبب كل  تلك الفوضى والسرعة في اتمام كل شيء ، تناول الطعام بسرعة ، اتصالات متتالية لا حصر لها ، رسائل ورقية وصوتية والكترونية  ، هل جهزتم كل شيء ؟
متى سنذهب ؟
مصيرنا سيتحدد اليوم
هل امر عليكم ام تمرون علي ؟

 لا تتأخروا ، أخاف ان يداهمنا الوقت ، لو مضت عشر دقائق سنخسر أماكننا ، أود ان نكون في المقدمة  ، حاول ان ينام ولكن التفكير في المعركة ونتائجها سلبه اي مقدرة على النوم ، جاء الاتصال الأخير نهض مفزوعاً وركض ، غير ملابسه .

 لا تتركوني ها انا قادم.


ذهب وغاب طويلاً ، حاولنا الاتصال به مرات عديدة
.......
 إن الهاتف المطلوب خارج نطاق الخدمة .

عادت القوافل اخر الليل - دون أسرى ودون خسائر- يغمرها فرح هستيري ،  فرح فاق كل التوقعات ، فرح لم تشهده المنطقة منذ عشرات السنين  ، كنتُ نائمة فاستيقظت مصدومة مفجوعة خائفة ، رغم أنها كانت احتفاليات إلا ان علامات التعجب  أخذت ترقص من حولي بطريقة شيطانية اجبرت الخوف على أن يولد في الأجواء .

مئات من الشباب يصفرون ويصفقون ويغنون ويهللون الله اكبر الله اكبر ، الأصوات تقترب وترتفع والأعداد تزداد ، السيارات تسابق بعضها والتبريكات  تاتي من هنا وهناك ، صراخ وبهجة لايمكن تشبيهها ولا وصفها .

ظننت انه حفل زفاف أحد شباب المنطقة ولكن  البهجة والسرور والتهليل مبالغ فيه مستحيل ان يكون الموضوع  مجرد زفاف ، انه مهرجان بمعنى كلمة مهرجان
استمرت احتفاليتهم حتى ساعات الصباح الأولى .

وبعد ان اجبروني على قطع أحد أحلى واهم احلامي ،دخل أخي من الباب ملفحاً بشعاره الأخضرضاحكاً والدموع في عينيه 

لم اراه سعيداً في حياتي كما كان بالأمس

ما بك؟
وما بهم؟
حررتوا فلسطين ؟

لقد انتصرنا
انتصرنا يا أختاه
أربعة مقابل صفر
تخيلي
..............
لم أتخيل
وإلى الآن لازلتُ أحاول أن أتخيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق