الأربعاء، 2 مايو 2012

ألم تذهب للجحيم؟


عندما فاجئه الصباح بعودته تيقن بان كل الأمور تسير على مايرام لأن ماحدث ليلة أمس خلف لديه شعور بأن دورة حياة الكون قد انتهت وأن القمر يغفو اغفاءته الأخيرة وكل شيء ماض في طريق اللا عودة .


كانت السماء برتقالية مائلة الى الحمرة ، النمل الذ ي اعتاد على السعي والطواف ليجمع لقمة عيشه لا حس له ، القطط التي تضاجع بعضها ليل نهار نائمة ويبدو عليها كمن  افرط في تناول المنومات ، كلب الحي هو الوحيد الذي ينبح بطريقة هستيرية ، أمه وأبوه دخلا الغرفة باكراً على غير عادة وأخته الرضيعة شاخصة البصروهذه الليلة الأولى التي تبتسم فيها  ، والجار خفض من صوت التلفاز دون ان ارسل له البرقية اليومية ، استرق نظرة من خلف الستار فوجد أن المطر توقف  ولكن السماء لا زالت شاحبة قاتمة وكأنها تحترق ،الأشجار انقسمت جميعها إلى أربعة أجزاء وتفحمت ،
تمتم بينه وبين نفسه
كل شيء انتهى وأنها الساعات الأخيرة  .

نام بعد أن فقد الأمل في أن تستمر المركب وعرف أن أبواب الجحيم قد فُتحت لاستقباله

نام وهو موقن بأنها النومة الأخيرة.
استيقظ بعد نومة دامت يوم كامل ،لمح الزرقة والصفاء والخضرة والاشعة الصفراء و قد اضفت لمساتها على كل محتويات غرفته  ايقن بان الرحلات لازالت متاحة، وان الأوان لم يفت بعد وسارع يومها إلى المقابر القريبة من المنزل ، زار كل الموتى وطمأن المقربين منهم بانه لن يعود إلى ما كان يفعله وسيبدا مراسم التوبة عما قريب ونظر بعدها الى السماء وسأل القدير بان لا يفتك به ويسامحه على ما ارتكبه من جرائم بشعة في حق البشرية

غادر المقابر بعد أن استوحش ،وهو في الطريق رأى عجوز عاجز أخذ يستجديه ليساهم معه في تكلفة علاجه  :

ألم أخبرك قبل يومين بأن تذهب إلى الجحيم
ألم تذهب بعد؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق