الحروف يعلوها شوك والسماء ملبدة بغيوم حمراء وكلاهما ينتظر أن يتطوع أحدنا لإعادة الأمور إلى نصابها ولكننا مشغولون بالسخرية من بعضنا والتفاخر بأننا من أنصار الديمقراطية مع أننا لا نحفظ تعريفها ولا نعرف كيف تتم ممارستها؟!
كل فريق منا اصدر صك مختوم وموقع يقر فيه أن الآخر فاجر داعر فاسق مجرم وخائن دون أن يخفف من وقع اتهاماته المقززة باستخدام كلمة (بعض) أو ان يشعر بدونية تلك الاتهامات الجماعية وان للاخر كامل الحق في ان يعتنق ما يريده من افكار وعقائد.
جميعنا كاذبون متغطرسون ونستحق ما يحدث لنا ،سيأتي اليوم الذي يسخر فيه التاريخ منا وتستعر الجغرافيا من أفعالنا وتلفظنا خارج خرائطها وتحينها ستصرخ اللغة لتؤكد لنا بان براقش جنت على نفسها وأنه ما من طريق للعودة .
ولأننا نقدس الأنا ولا نستخدم حواسنا وإدراكنا بالطريقة الصحيحة التي ترفع من شأننا وشأن أمتنا ،ستشهد نهايتنا كل الأمم وحينها سيحتفل التاريخ وتزغرد الجغرافيا وترقص اللغة على جثثنا التي تفوح منها رائحة العفن الفكري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق