الأحد، 30 ديسمبر 2012

لستُ قالب حلوى




تباً لهم !
ينظرون للمرأة كقالب حلوى تسيل الكريمة عنه فتثير لعابهم وشهيتهم  فيقترحون تزيين القالب بحبات الكريز الطازجة وما إن تجف الكريمة و يذبل الكريز يلقون بالقالب بعيداً ويبدؤون بتزيين آخر.
وبعضهم ينظر إليها كــ دمية بـــ (ريموت كنترول) تفرغ حجارته سريعاً فيبحثون عن دمية أصغر وأجمل حتى تفرغ البطارية وهكذا.


متى يقرون أمام العالم أنها ليست أقل من إنسان؟!

الخميس، 27 ديسمبر 2012

رسالة من النور


انتشر المرض اللعين في أنحاء جسده النحيل ، كل أعضاءه تآكلت ، دخل في غيبوبة طويلة ، زاره الأمل على عجل فاستفاق ، ضحك واستبشروا ، أخبرهم بأنه متفائل وأنه يحبهم كثي ا، وزعوا ورودا وحلوى .

أخيرا استيقظت يا أبي : هل ستذهب معي غدا للمدرسة ؟
حبيبي : دعني أنام.
عودة الشمس كانت خجولة ،
طرق النور الأبواب وأجاب:
قبلوا الصغير واذهبوا أنتم معه إلى المدرسة

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

قهوة سادة




يموتون كي ينالوا الشهادة
موتكم أصبح عادة يا سادة
لن يتوجوك ملكاً ولن يهدوك أي قلادة
سيظل الصغير في نظر الكبار ذبابة
وستؤكد المحكمة غداً بأن موتك كان مجرد قضاء وقدر
لن يصفق لك حمزة ولا خالد ولا عمر
سيشرب الجميع نخب ميتتك الرخيصة
ربما يضعون قطعة سكر كي يتناسوا المرارة
وربما يكون نخب رحيلك فنجان (قهوة سادة)

الأحد، 18 نوفمبر 2012

شمسٌ عابسة









هاهو الكون يتعفف عن رجمنا مرة أخرى،
 وجوهنا انعكاس لصفرة القلب وعباءتنا السوداء صناعة محلية!
نتوب في الصباح ونمارس الرذيلة بعد منتصف الليل ! 
نتلذذ بالأوهام،
 نتقمص أدواراً بطولية في روايات خيال (غير علمي)!

الشمس تتوسط السماء والغيوم بالكاد تولد وهم يحذرون البشرية : هيا اهربوا انفذوا بجلودكم ،الأمطار قادمة اصرفوا طلابكم ، السيول قادمة ، جهزوا حقائبكم غادروا مكاتبكم واختبأوا في جحوركم!

أطفالنا المساكين يموتون على أمل أن تتحول صحراءنا إلى بستان.
شبابنا يصعدون إلى السماء لنذوق نحن طعم الحرية.
سنخيب آمالكم
لا نستحق تضحياتكم   
أرجوكم لا تموتوا فلن نتقدم  ،
 كل مافي الأمر أننا سنطالبهم بمقابر أوسع لتبتلع جثثكم وأوقات أطول لنندب حظنا الأسود فيها.

ارجعوا
فنحن لا نستحق ان تغيبوا.

الشمسُ عابسة ولكن لا شيء ينصهر!
احذروها !

يابني البشر
(احذروني فلن اتستر طويلاً على خطاياكم) .

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

لستُ خبراً



أخبروني بأنني سَأُنْسى !
قصمتني ارتعاشة ومضيتُ نحو المجهول
أفكر بالحياة العابرة
اتحسس الورق الأصفر
أهذا هو مستقبلي!
اسأل العصافير عن المعنى الحرفي للحرية
انبش في القبور لأقتفى أي أثر للموتى
أركل الأيام وانتظر الجواب :
كيف يمكنني أن اصبحَ نصاً خالداً ؟
وكيف سأغير شكل ولون ورأئحة الغد ؟
كيف تحول الأقدار المبتدأ إلى خبر ؟!
خطاي لا شكل لها وحروفي تصحو حيناً وتموت أحياناً
خائفة جداً من حتفي
لأنكم ستنسونني كما نسيتم أسماءكم

الا الابتذال


الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

لقطات نادرة






اللقطات النادرة تبقى معلقة على الأغصان وعلى مدار الأعوام
يقطفون الثمر 
تصفر الأوراق وتتساقط
تميل الساق
يموت الجذر 
إلا تلك الصور
ترفض أن تموت
وتظل متشبثة بالقمم إلى أن تتهاوى الذاكرة

السبت، 3 نوفمبر 2012

اشتياق






اقتفي أثرك في الكون فيجيبني الصمت 
التقي وجوه لا تعرفك وأسألها عنك!
أشم عطور تشبه عطرك ولا اسمع النبض
في العقل ثقوب لا يمكن أن تلتأم إلا معك وبك
فهلا اشفقت على المشتاق وعدت!

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

فوضى




على مكتبي أوراق قديمة جداً ومن جميع الأشكال والألوان ، خربشات لا معنى لها ، فنجان قهوة وكوب شاي انتهيت من شرب أحدهم بالأمس والآخر انهيته منذ ساعات ، ثلاثة أقلام ، اثنان بلا أغطية والأغطية في الزاوية البعيدة ، ملصقات متطايرة (مخططة ومزركشة ) ، عبارات منثورة وصور مقطوعة  ، مجلة لن أفكر في الاضطلاع عليها أبداً ولكنها لا تزال هنا منذ ثلاثة أشهر ، علب مناديل فارغة ، أكياس ملح وسكر ، دبابيس لا حاجة لي بها ، مشابك أوراق لم استخدمها يوماً في حياتي ولن استخدمها ، علم أخضر مهتريء ، اسطوانات موسيقى وأفلام ، كتاب عن المرأة وكتاب عن الرجل وكتب كثيرة عن الوطن ، خمس حقائب ملونة بداخل كل منها عالم فوضوي آخر لا معالم له .


وكأن ترتيب الأشياء يسبب لي ارتباك و اختناق وبطء شديد في نبضات القلب

أنا أكيدة بأنك لم تنهِ دراستك الابتدائية 

تعال لأعلمك المعنى الحقيقي لكلمة ف و ض ى

السبت، 20 أكتوبر 2012

نفسي ثم نفسي





نشرت قصص قصيرة جداً، اختصرت فيها شيئاً من ألمي وتنبأت فيها برواياتي القادمة ووزعتها على سكان المنطقة
غار الجار المعدم وأخبرني وهو يبكي ويشكو ويتحسر : لديك الكثير أما أنا فلا ماض لي ولا حاضر ولن يكون لي مستقبل فأنا وحيد ومفلس وبشع ومحبط وبائس ويائس
هلا اعرتني بعض مما عندك ؟

هل سبق وأن رأيتني مبتسمة ؟
هل رأيت أحدهم معي على الأرجوحة ؟
هل طرقت بابك خلال الأعوام الماضية لأخبرك بأني سعيدة ؟

خذ شيء من الأسى إن أردت أما تلك الزاويا الفاتحة- اعذرني - لن اقبل المساومة عليها
عانيت الأمرين حتى أوازن الصورة وبالكاد استطعت ،ولست أكيدة إن كان الحظ سيمنحني فرح أخر أضيفه لمنشوراتي
سامحني لن أكون كريمة معك هذه المرة .

نفسي ثم نفسي ثم نفسي

السبت، 13 أكتوبر 2012

كبرتُ قبل الأوان


أرجوكم لا تسألوا  عن عمري ،
فلغة الأرقام تثير اشمئزازي 
 ربما كبرت في نظركم ولكنني صغيرة جداً في نظري  ،
 السنين كثيرة جداً لكنني لم أعشها كما يجب
كونوا عادلين ولا تصدقوا الأوراق الرسمية




 اسألوا نبضات قلبي كم مرة رقصت على ايقاع حب ، وكم استمر ؟
كم مرة انحرفت عن مساركم دون أن اخاف من السجون ؟
كم مرة تركت القطيع واندمجت مع قبائل أخرى؟
وكم مرة اعترفت فيها ( بالفعل أدهشتني) ؟
كم  ضحكة حقيقية في مذكراتي مرت ؟
وكم مرة رفعت يدي وشكرت السماء أنني لا زالت حية ؟
وكم مرة قلت فيها أحبكم بصوت جهور ؟
كم مرة ا اطعمت فيها هرة تستجديني ؟
كم مرة عانقت فيها شجرة ؟



كم مرة صورتُ فراشة وبعثت بصورتها لكم لأخبركم (كم انا سعيدة) ؟
 وكم مرة نمتُ دون أن تؤرقني العمليات الحسابية؟
كم مرة حلمت بأن الحياة تحتضني ؟
وكم مرة بالفعل احتضنتني؟
كمر مرة احتفلت بعيد ميلادي وأنا  اقصد الاحتفال ؟
كم مرة انتظرت فيها ضوء الشمس ؟
كم مرة رضي فيها الحظ عني؟
 وكم مرة ركضت على العشب دون أن ينادي علي أحد ( عودي عودي)؟
 وكم مرة اخترت فيها طريقي  دون أن تجبرني الحياة على اتباع قوانينها الغبية؟
 وكم مرة رسمت فيها أمنية وكم أمنية استطعت أن احققها ؟
كم مرة اجريتُ حوار مطول مع البحر؟
 وكم مرة أكلت قطعة (شوكولاتة) واغمضت عيناي من فرط اللذة ؟
وكم مرة وصلت فيها الى قمة القمة دون ان ينغص علي احدكم فرحي؟ 
 كم مرة استطعت أن اكتب عن الحنان الحقيقي ؟
 كم مرة شعرت بانني بالفعل منتشية؟
 كم مرة استطعت ان اتجاهل رجال الشرطة ؟
 كم مرة  صرخت وصرحت عما بداخلي دون ارتباك ؟
كم مرة استطعت أن اتجاهل خيانتهم ؟
 كم مرة قلت (الله) وانا أعنيها حقاً ؟
 كم مرة نزلت دمعتي من فرط المفاجاءة؟
 كم هدية تلقيت؟
 وكم هدية أعطيت؟
وكم مرة اغتسلت بالمطر دون ان ينهرني الجار المتدين (هل نسيتي بأنكِ أنثى)؟

تلك هي الأشياء التي تؤثر في الحساب ،
 ماعدا ذلك فهو أيام ضائعة أضيفت إلى عمري ظلماً وعدواناً
ولذلك كبرتُ قبل الأوان 

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

انتظرني



انتظرني
حتى وإن تأخرت
موعدنا تحت الشرفة
سنتحدث كما لم يتحدث اثنين
جهزت لك غيمة وأربعة أوتار
ستعزف لي كما وعدتني
جاري الكفيف أخبرني بأنه رآنا معاً ذات حلم
ورؤى الكفيفين غالباً ما تصدق
أمي سألتني إن كنت التقيتك سراً ؟
لم التقيه ولكنني عرفتُ اسمه صدفة وسأتعرف عليه صدفة
الحمامة على السور لم تستعجلني
لن يغادر مهما تأخرتي

انتظرني....
لأنني انتظرك أكثر مما تتخيل

الأحد، 23 سبتمبر 2012

عيدي الوطني


إنه عيد وطني ، وطني الذي لم تحرقني شمس سوى شمسه ، خارطته بجبالها ونخيلها وصحرائها وشوارعها الغير ممهدة مرسومة على ضفتي الروح ، فيه خرجت من رحم أمي إلى رحم الحياة، اختصرتها فيه، هنا احتفلت بعيد ميلادي الأول والأخير ،هنا ،صرخت معلنة البدايات ،هنا بكيت من قلبي ، مرة لاني مريضة ومرة لانني خائفة ومرات عديدة بلا اسباب، فيه لعقت اول قطعة حلوى ،هنا جهزت قوائم أحلامي، طبختها ولم تنضج ، رغم حرارة الأجواء ، لم تنضج ، هنا خطوت الخطوة الأولى (حافية) بين الازقة الضيقة ، هنا ركضت وتقطعت أنفاسي ، هنا انشق ثغري فرحاً واحمرت عيناي حسرة ، لعبت بترابه وحجارته والتقطت أجمل الصور لأمواجه الحائرة الثائرة ،فيه علمني اولاد الحي كيف ادافع عن حقي، هنا أحبائي ، صديقتي أيضاً من هنا ، شجرة عائلتي كبرت و اثمرت هنا ، اخبرني مرة انه يحبني (سرا )حتى لايسمعه مواطن من النخب الأول ويشير نحوي باصبعه ساخرا (انتي اجنبية) ، فيه كتبت عن اول فرحة التقتني واخر سهم اخترقني ،فيه امي اضاعت عمرها وابي اشترى عكازه هنا ، صدقوني انا من هنا وأحب هذه الارض واحب هذا العلم الأخضر ،

كل عام وانت بخير يا وطن.
(مواطنة نخب ثالث)






الخميس، 20 سبتمبر 2012

مسار غير افتراضي




حدودك شرفك فالزمها / القافية من صنع الآلهة / فلا تعبث/ لا تنسى زنبقة على قبر جدك / ولا تترك الحمام يعبث بنافذة الجارة/ لا تضع الثلج في عصير التفاح / لا ترمي الغريب أو الغرب بالحجارة /إن اشتهيت النبيذ اشربه وحدك سراً / لا تتسكع ليلاً ولا نهاراً / السماء ليست لك/ لا تتغزل في جولييت ولا تسامح شكسبير على فعلته الحقيرة / أنت مثالي ولكن تنقصك الأجنحة / لا تخاطب مرآتك اليوم ولا غداً ولا بعد ستين عام / لا تملئ منزلك الصغير ب أقلام وأفلام جديدة/  المسام المفتوحة خطيرة / لا تنشق/ لا تعلق / لا تخلق ولا تحلق ولا تخترق .

لا تتصت أبداً إلى عصفور يتيم يشتكي/ لا تترافع نيابة عنا / القبائل في الخيام / أنت بمفردك في الحلم الأخير / لن تنال الحرية / أنت مسالم/ اقترح طرق جديدة نطور فيها علب السجائر/ أو استورد منكهات نضيفها لل (همبرجر) و (البيتزا)  / لا تقترب من معامل تصنيع القنابل / لا ترتب غرفتك على وقع الموسيقى/ لا تداعبها / لا ترسم وجه مبتسم ولا تسمح لهم أن يصوروك إلا لأسباب جنائية / لا تدعو في الظلام / البوذيين في السعير / خير الكلام ما قل ولم يدل / اشتري لجميع سكان عطارد بدل حمراء ضيقة / لا تبحث للإيدز عن دواء / لا تمارس الرذيلة في العلن/ اكذب كذبة بنفسجية أو فبرك أخرى تتلون كما تتلون الحرباء في صحراءنا وإياك والكذبة البرتقالية/ أنت الأول والآخر والمنزه عن الخطيئة فلا ترتكب وإن ارتكبت فلا تعترف وإن اعترفت فلا تعتذر وإن اعتذرت لا تنظر إلى بعيد ولا تنتظر.

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

مواطن





(مَا أقسى أنْ تعيشَ وتموتَ وأنتَ (أجنبي) وما أقسى أنْ يتجاهلَ العالم أجمع بأنكَ

تتحرق شوقاً لتعرف مَا تعنيه كلمة مُواطنْ وأن تشعرْ بما يشعر بهِ ذلكَ الكائن

الغريبْ)

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

جُسور






(الجسور لنْ تستطيعَ أنْ تقومَ بِمهامها طويلاً لأنَنا تغيرنا كثيراً).

مسكينة يا ممراتنا ...

مهما كنتُ متينة سيأتي اليوم الذي لا تقوين فيه على حملنا



 كُتب عليكِ أن تتألمي من أجل أقدام خائرة و قلوب رمادية يائسة ترفض التغيير وتأبى أن ترى الثقوب البيضاء .

 لو كنتُ جسراً لانتفضت .
لو كنتُ جسراً لادعيت المرض .
لو كنت جسراً  لسننتُ قوانين وشروط جديدة .
لو كنتُ جسراً لطالبت حاشيتي أن يدافعوا عني بأحدث الأسلحة.
لو كنتُ جسراً لما سمحتُ بتخطي الحمولة القصوى لمن يمتطيني .
لو كنت جسراً لتقاضيت رسوم وضرائب على كل عبور .


  حكاياتنا غثة لاتؤتي ثمر ، نتبع أسهم أكلها الصدأ ومرت عليها قطارت الزمن ،نحَملُ الاسفلت مالا يطيقه فقط لأننا تعودنا على رفاهية الحزن .


((ثوري يا جسور، قبل أن يفوت وقت الثورة، ثوري 
 فحتى الجماد له كامل الحق في أن يعيش ))

السبت، 8 سبتمبر 2012

عُبيدة آخر





وسط ذلك الحي البسيط والمباني القديمة والناس الطيبة التي يسري الحب في عروقها ووسط الوجوه الصافية المؤمنة التي لم تعرف للحقد طريقاً وبين البشر اللذين لم يشهدوا خوفاً ولم يلحظوا أبداً  مشاهد تنزع من قلوبهم الطمأنينة ، يقطن ذلك الفتى ابن التاسعة الذي لم تعرف البلدة طفلاً بجماله والذي لطالما كان يتباهى بحُسنه الآخاذ أمام أصدقائه وجيرانه في الحي وكانوا هم بدورهم يتقبلون ذلك بصدر رحب بل ويفخرون كونه واحد منهم وخرج من بينهم : بالفعل أنت أجملنا وما رأينا في حسنك فتى من قبل وأننا لنظن بأنه ما تخطاك أحد في العالمين إلا يُوسف  .

 رغم ما يقطر من غرور مع كل عبارة تخرج من فمه  ورغم أنه يسخر منهم واحداً واحد ، ذاك لأن شعره خشن والآخر لأنه أسمر والثالث لأن عيناه كعيني شبح  والأخير لأنه كسول لا نفع منه ،إلا أنه يحبهم كثيراً وهم أيضاً لا يخفون مدى تعلقهم به فهم لا يستطيعون بأي حال ان يبدأو يومهم دون ان يمرو به ودون أن يستمعوا إلى تعليقاته اللطيفة ، فقد كان خفيف الظل طيب القلب قريب من الجميع معطاء فلا تكاد تمر ساعة حتى يهديهم قطعة حلوى أو مشروب بارد أو حضن عشوائي، كل نهاية أسبوع يجتمعون في بيته ويحاولون أن يرسمونه ويفشلون ،اعتادوا أن يقف وسطهم كل مساء ويخبرهم بأنه الأجمل وأنه يتحدى أي أمٍ في الحي ان تنجب طفل مثله وإن فعلت فسينحر نفسه.

في ذلك اليوم  خرج ليجلب الحليب لأمه وبينما هو في الطريق وحده يتبختر كعادته سقطت على رأسه قذيفة وكأنها كانت ترصده هو تحديداً ، ركض الجميع ليستفسروا عن الصوت ومنهم  أصدقائه فلم يصدقوا ما رأوه !!
ركضوا باكين مشمئزين ليخبروا أمه بانه ابنها (صديقهم الأجمل) قد تحول من أبيض كالقمر إلى أسود متفحم وعيناه الرماديتان قد خرجتا من رأسه .

يجب عليكِ أن تنجبي لنا آخر يشبهه لأننا كنا نباهي الشام كلها فيه .
 لقد كان عبيدة مختلف تماماً عن أي طفل آخر، كنا دائماً نرى في نظرته لمعان يوحي بأن القادم أجمل ، لم نرى فتى مثله في طيبه وجمال وجهه وروحه .
 أرجوكِ نريد عُبيدة آخر ، يمكننا أن ننتظر تسعة أشهر ولكن ليس أكثر ، أرجوكِ.

لم يكادوا ينهون توسلاتهم ولم تكد هي تذرف أول دمعة حتى سقطت عليهم قنبلة أخرى وقضت عليهم جميعاً .

السبت، 25 أغسطس 2012

الورد لا يتزاوج






تقودنا أوهامنا أحياناً إلى رغبة شديدة لإثبات شيء ما لايمكن تحققه ولكن أدمغتنا تجبرنا على المحاولة والانسياق خلف سيل من نظريات لا وجود لها إلا في خيالنا ،  نحلم بأن الوردة البيضاء إن اجتمعت في كأس ماء مع وردة حمراء سينجبان وردة زهرية صغيرة ،وكنتيجة لذلك الحلم نبدأ في تنفيذ التجربة ونظل قابعين أمام كأس الماء كمن ينتظر صوت الرضيع حين يخرج للحياة ،وبعد أن تذبل الورديتن - المذكرة والمؤنثة - نخبر العالم بكل أسى بأننا فشلنا في تحقيق وهم آخر أضعنا وقتنا في محاولة إثبات إمكانية تحققه .

الأحد، 24 يونيو 2012

كاذبون كاذبون كاذبون




الحروف يعلوها شوك والسماء ملبدة بغيوم حمراء وكلاهما ينتظر أن يتطوع أحدنا لإعادة الأمور إلى نصابها ولكننا مشغولون بالسخرية من بعضنا والتفاخر بأننا من أنصار الديمقراطية مع أننا لا نحفظ تعريفها ولا نعرف كيف تتم ممارستها؟!


كل فريق منا اصدر صك مختوم وموقع يقر فيه أن الآخر فاجر داعر فاسق مجرم وخائن دون أن يخفف من وقع اتهاماته المقززة باستخدام كلمة (بعض) أو ان يشعر بدونية تلك الاتهامات الجماعية وان للاخر كامل الحق في ان يعتنق ما يريده من افكار وعقائد.


جميعنا كاذبون متغطرسون ونستحق ما يحدث لنا ،سيأتي اليوم الذي يسخر فيه التاريخ منا وتستعر الجغرافيا من أفعالنا وتلفظنا خارج خرائطها وتحينها ستصرخ اللغة لتؤكد لنا بان براقش جنت على نفسها وأنه ما من طريق للعودة .


ولأننا نقدس الأنا ولا نستخدم حواسنا وإدراكنا بالطريقة الصحيحة التي ترفع من شأننا وشأن أمتنا ،ستشهد نهايتنا كل الأمم وحينها سيحتفل التاريخ وتزغرد الجغرافيا وترقص اللغة على جثثنا التي تفوح منها رائحة العفن الفكري .

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

الجدة الجليدية

كانت الايام متشابهة للغاية لا شيء يثير الشهية والشهوة ، كل الأشياء متصلبة مجمدة مملة مرتبة بطريقة مثالية ، لا شيء يبعث على الدفء  والحرارة ، وجوه وحيدة ومتوحدة ، لاضحك ولا حوارات عبثية ، لا مصاارحة ولا تصريحات عفوية ، الكل مشغول بالتنظيم والترتيب والتنفيذ ، الدقة والحذافير هي أساس كل شيء ،  لا تزحزحوا الطاولة ، خمسة سنتيمترات من اليمن وخمسة من الشمال ، الصوفا أيضاً في المنتصف تماماً ، كوب القهوة  مجرد قطعة ديكور لا يتم استخدامها إلا في النادر وللزوار وليس لساكني المنزل ، الوسادات مرصوصة بطريقة ترهق النظر والأعصاب ، الجميع نائم في سريره متلحف بغطاءه الصوفي ، الألوان موحدة  ، الشراشف بيضاء والأغطية سوداء ، الأحمر والبرتقالي ممنوع كلياً ، التلفاز يتساوى في حرمانيته مع تعاطي المخدرات، لا منومات ولا مهدئات ، لا تجاوز للحدود او انتهاكات للوقت ، في كل غرفة أربعة ساعات ومنبهين ، لا أصوات ولا روائح تحوم في المكان ، كل شيء يسير في السياق المحدد له ، وإن تجرأ أحدهم أيا كان ان يحيد عن النظام فإن فعلته قد ترقى إلى جريمة وعقوبته تكون مشددة للغاية ، الهدف من تلك الحياة العسكرية كما تدعي الجدة هو أن يلتزم الجميع بالنظام وأن لا تتسلل الفوضى إلى المنزل ، لم يكن أحد منهم مقتنع بما تفعله تلك المرأة تصرففاتها غريبة رغم انها سليمة من الناحية العصبية ولا تعاني من أي أمراض نفسية  ، ورغم انها تبدو للوهلى الأولى امراة طيبة متسامحة محبة للحياة إلا أن اطوارها وتصرفاتها وردات فعلها تنم عن خلل ما،  في البدء كانوا دائمي التمرد والاعتراض والسخرية ولكن ذلك كان منذ سنوات، كان الرفض والثورة شعار الجميع ، ولكن مع الوقت وكثرة المهاترات اصبح الجميع  ملتزم ، لقد كانت الزعيمة في البيت وخارجه وكان الكل دون استثناء مجبر على السمع والطاعة والاذعان خوفاً من العقوبة وطمعاً في الثواب خاصة وأنها تملك الملايين التي يفترض ان تورثها لهم ،كلٌ حسب انصياعه لها ، كانت تظن أنهم يلتزمون بكل ما تكتبه من شروط وينفذونه حرفياً حباً لها واعترافاً  منهم  بأنها كبيرة العائلة ، كانت تعطيهم كل اسبوع دروساً قاسية في الانصياع للأوامر والتزام الصمت وعدم محاولة الخروج عن الجماعة ، وكانو هم يستمعون بكل أدب رغم أنهم ساخطون على جميع ما تقوله .





 في احدى الليالي ، قام حفيدها الشاب بإحضار صديقة له كي يراجع معها دروسه ظناً منه بأن ذلك لا يخرج عن قوانين الجدة وأن الموضوع سيجلب لها السرور كونه مهتم بدروسه وتحصيله ولكن ما إن رأت معه تلك الفتاة الغريبة حتى سقطت في الأرض وأخذت تصرخ  بطريقة مفجعة
من هذه أيها المنحل ؟ من هذه أيها السافل ؟ يا وغد دمرت كل المنظومة التي تعبتُ على تأسيسها سنين طوال ، يا ملعون كل الحق على أبيك الذي تشبهه ويشبهك ،انت محروم من السكني والطعام لمدة عام، إياك وان تقترب من هنا أو ان تلتقي بأي من أفراد العائلة أيها الفاسد .

لم يعترض  أبداً لأنها كانت في حالة هستيرية أجبرته على أن يرفق بها ويجاريها ،لم يحاول ان يبرر أو أن يناقش أبداً ، وما إن دقت الساعة الخامسة دخل والده وهو يحمل في يده مزهرية صبار ، طرق بابها واستأذنها بان   يضع الصبار على الطاولة أومئت إليه بأنها موافقة وقبل أن يخرج أخبرته عن ابنه الداعر وطلبت منه أن يعيد تربيته وأن يرسله إلى إحداثية عل أخلاقه تتعدل ،  سأفعل كل ما تريدين ولكن اهدئي .
 هل يمكنني الخروج وإغلاق الباب؟ أومئت برأسها رافضة، ابقى هنا جانبي ، اريدك هنا يومين متتالين ، لا تحاول ان تطأ العتبة بقدميك وإلا سيكون مصيرك مصير ابنك ، يجب ان  أتأكد بأنك لا تمارس نفس ما يمارسه هو حسناً سأبقى هنا يومين ، يومين فقط  .

قامت من فراشها رغم أنه لم يكن موعد استيقاظها وهذا بحد ذاته حدث تاريخي ، استيقظ ليساعدها ويسند خطواتها ،دفعته بقوة وخرجت من الباب كمهرة في أوج  نشاطها ، لستُ بحاجة أحدكم يا ناكري المعروف وما ان نظرت إلى صورة الجد وسط الصالة حتى بكت بحرقة وسقطت على الأرض وهو يراقبها من بعيد ، ركض نحوها وقد اجتمع داخله شعور الدهشة نتيجة المشهد الأخير ولكنه كان مبتسماً راجياً من أعماق قلبه ان تكون  فترة التجنيد الإجباري انتهت ، نظرت إليه بحزن شديد وتحسست ملامح وجهه : كم تشبه والدك ياحبيبي ، لم يصدق ما سمع فتلك المراة الجليدية لم تتعامل معهم بلطف وحنان ومشاعر انسانية منذ ما يقارب أربعين عام ، لا تقسو على ابنك واطلب منه ان يعود الليلة لا تتركه ينام خارج عشك الدافيء ، لا تقس على أي منهم أنت القائد الآن ولكن لا تكرر ما كنتُ افعله معكم .


ملاييني لكم ولكنها لن تكفيكم وحدها ، مارسو إنسانيتكم وغيرو من شكل وألوان واماكن الأثاث إن شئتم ، واختارو لي قبر قريب من البحر وازرعو حوله زنابق حمراء ...

 اشربوا القهوة ولكن بعد  أن تنقضي أيام العزاء.

الجمعة، 1 يونيو 2012

أموت أحمقاً؟!

نقل عن الفيلسوف البريطاني برتراند راسل قوله حين سأله أحدهم
هل أنت مستعد أن تموت من أجل آرائك؟


أجاب الفيلسوف: لا !


تابع السائل: لماذا؟

راسل: قد أكون مخطئاً فأموت أحمقا


بعض الأفكار تبدو رائعة للوهلة الأولى ،ولكن حين يتم خبزها في فرن (لا يرحم) تزيد حرارته عن ال 400 درجة مئوية حتماً ستحترق ، وبعضها تبدو شهية وهي في مراحلها الأولى -مواد  خام - وبمجرد أن تختلط مع بعضها البعض  حتى تتغير معالمها كلياً و تصبح منفرة للعين والنفس،  أفكار أخرى يسيل لها اللعاب وهي مغلفة بألوان زاهية ، مدفونة بين أكوام من الثلج  وبمجرد خروجها من بينه تصبح مقززة ،وبعضها  غير قادر على تحفيز حاسة التذوق لدينا ولكن حاسة الشم تكون قد بدأت ممارسة اللعبة وتقوم بدورها ب حث العقل على تشجيع اللسان على القيام بمهمته و هكذا .

أحيانا تأخذنا العزة والانتماء المبالغ فيه لأرائنا الشخصية التي بنيناها على افتراضات ومشاعر شخصية لا على قرائن ودلالات ونكون مستعدين لأن نخسر أشخاص رافقونا الدرب سنوات طوال وأهدونا أجمل ما عندهم أو أن نحطم قصوراً من الأحلام أو ندهس أمم ونمضي غير آبهين فقط من أجل حزمة من الأراء

هي مجرد عصبية بلهاء قبلية لا مكان لها بيننا في هذا الزمان ولا هذا المكان ولكننا زرعناها بيننا وأخذنا نسقيها ونرعاها حتى أصبحت أشجار شيطانية في غابات سوداء تكاد تلتف سيقانها على أعناقنا وتفتك بنا .
لا يمكنني أبدأ ان انسى ذلك الحوار الذي بدا لطيفاً للغاية في أوله ...
كان الحديث هاديء تتخلله بعض المجاملات اللطيفة وخفة الظل اللامتناهية وفجاة  تحول مسار الحديث من الدائري إلى المستقيم  وأجبر كل واحد فينا على الإدلاء برأيه الشخصي ألقينا بكل شيء جانباً ، عبسنا ، صرخنا وبدأنا الحرب
يامدعي
 يا منافق
يا وصولي
يا .. لا شيء
 أنت لاشيء
ياقذر
أكرر انت وصولي
 كيف لمتعلم واع مثلك  أن يتبنى مثل هذه الأراء؟
 نادم أنا على معرفتك، خذ جميع هداياك وارحل عن قارتنا
لا أريد أن ارى ملامح  وجهك في شوارعنا حتى تغير أراءك
 يلقي هو عليك بحجارة الطريق وينعتك بالديكتاتور وتبدأ المقاطعة

وهاهو الحوار الذي كان حميمياً مشتعلاً بالعاطفة ينتهي بإشعال حريق ضخم

لا نهاية له .

هل تستحق أرائنا مهما كانت مقدسة أن ندافع عنها بتلك الوحشية ؟!
 حتى وإن كان الثمن حياتنا

وماذا إذا إن كانت تلك المسلمات خاطئة أو يعتريها شيء من الخطأ ؟
هل سنظل مسلحين على أتم الاستعداد  لدخول حروب أخرى من أجلها ؟
أم سنعترف بكل هدوء أننا كنا مخطئين ؟
ولكن حينها جميع ما خسرناه لن يكون قابل للاسترداد .
البشر اللذين كانو أقرب إلينا من انفسنا اختفوا ولن يعودوا
فكرتك ثبت أنها كانت خاطئة وحججك تم دحضها مع مرور الأيام وتوالي الوقائع .
مالذي جنيته قارن بين الغنائم وحجم الخسائر ، عد بشريط الأحداث إلى الوراء قليلاً وانظر لنفسك في المراة وانت تصرخ وتلعن وتسب وتقلل من شأنك من يتحدث إليك !

يمكن أن تصيب ويمكن أن تخطيء  لأنك لست قديس/ة  وحتى القديسين والأنبياء خطاءون
فلا تموتوا حمقى.

تقبل أراء الآخر إن أردت منهم أن يتقبلوا آراءك ولا تجبر الناس على ما لاتتقبل أن يجبروك عليه.
لا تتسرع وتخسر نصف الكون من أجل أراء ومعتقدات وفبركات لا مصدر لها سوى عقلك

 حتى وإن كانت حقيقة ولها مصادر موثوقة دافع عنها بعقلانية واحترم من يخالفها حتى ترقى وترتقي .


السبت، 19 مايو 2012

تحرير فلسطين كان بالأمس

كانت التحضيرات على قدم وساق على غيرالعادة ولكنني لم أسأل عن سبب كل  تلك الفوضى والسرعة في اتمام كل شيء ، تناول الطعام بسرعة ، اتصالات متتالية لا حصر لها ، رسائل ورقية وصوتية والكترونية  ، هل جهزتم كل شيء ؟
متى سنذهب ؟
مصيرنا سيتحدد اليوم
هل امر عليكم ام تمرون علي ؟

 لا تتأخروا ، أخاف ان يداهمنا الوقت ، لو مضت عشر دقائق سنخسر أماكننا ، أود ان نكون في المقدمة  ، حاول ان ينام ولكن التفكير في المعركة ونتائجها سلبه اي مقدرة على النوم ، جاء الاتصال الأخير نهض مفزوعاً وركض ، غير ملابسه .

 لا تتركوني ها انا قادم.


ذهب وغاب طويلاً ، حاولنا الاتصال به مرات عديدة
.......
 إن الهاتف المطلوب خارج نطاق الخدمة .

عادت القوافل اخر الليل - دون أسرى ودون خسائر- يغمرها فرح هستيري ،  فرح فاق كل التوقعات ، فرح لم تشهده المنطقة منذ عشرات السنين  ، كنتُ نائمة فاستيقظت مصدومة مفجوعة خائفة ، رغم أنها كانت احتفاليات إلا ان علامات التعجب  أخذت ترقص من حولي بطريقة شيطانية اجبرت الخوف على أن يولد في الأجواء .

مئات من الشباب يصفرون ويصفقون ويغنون ويهللون الله اكبر الله اكبر ، الأصوات تقترب وترتفع والأعداد تزداد ، السيارات تسابق بعضها والتبريكات  تاتي من هنا وهناك ، صراخ وبهجة لايمكن تشبيهها ولا وصفها .

ظننت انه حفل زفاف أحد شباب المنطقة ولكن  البهجة والسرور والتهليل مبالغ فيه مستحيل ان يكون الموضوع  مجرد زفاف ، انه مهرجان بمعنى كلمة مهرجان
استمرت احتفاليتهم حتى ساعات الصباح الأولى .

وبعد ان اجبروني على قطع أحد أحلى واهم احلامي ،دخل أخي من الباب ملفحاً بشعاره الأخضرضاحكاً والدموع في عينيه 

لم اراه سعيداً في حياتي كما كان بالأمس

ما بك؟
وما بهم؟
حررتوا فلسطين ؟

لقد انتصرنا
انتصرنا يا أختاه
أربعة مقابل صفر
تخيلي
..............
لم أتخيل
وإلى الآن لازلتُ أحاول أن أتخيل

الثلاثاء، 15 مايو 2012

مخزون التفاؤل

هناك أشخاص مرو بحياتي تعلمت منهم الكثير ولا زلت أتعلم جراء المواقف التي تركوها عالقة في ذاكرتي أشخاص يجعلوك تشعر بأن كل شيء سيكون على مايرام حتى وإن كانت أغلب المؤشرات سلبية ، تجدهم ضاحكين مستشبرين متاملين بأن القادم اجمل لدرجة تجعلني أقف مذهولة من منسوب التفاؤل الذي وصل إلى قمته في خزاناتهم.

الاثنين، 14 مايو 2012

ماء وملح





اليوم العالم يعلن تضامنه مع الأسرى الفلسطنيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية ، قرر أكثر من الفين أسير ان يثوروا خلف الأسوار وهاهم يبدأون حرب الأمعاء الخاوية ، جوع ارادي حتى ينالوا مطالبهم وان لم ينالوها يكونوا قد اشبعوا جوعهم برضاهم عن أنفسهم .
 مهما اجتمعت العبارات فلن تعبر عن مدى ضآلتنا أمام ما قرر هؤلاء الأسود والنمور ان يفعلوه ، باعوا الحياة مقابل ان ينالوا حرياتهم حتى وإن كانت النتيجة  أن يموتوا فإن موتهم في تلك الحالة  سيكون إعلان أمام العالم عن حصولهم على الحرية واستعادة شرف الوطن المسلوب منذ قرون ،لحظة موتهم ستكون لحظة تتويجهم ملوكاً على عرش الكرامة العربية ، هم نساء ورجال من صنف نادر ومختلف ،لا يشبهوننا أبداً هم قوم وهبوا كل شيء مقابل الوطن ، اعلنوا عن صمودهم أمام العدو وجدرانه الموحشة مطالبين بالحرية والعدالة ، قرروا ان يعيشوا على شربات ماء وقليل من الملح .

هم أحرار بالوراثة ، الحرية جين أصيل يرقد بين جيناتهم لذلك لم يبالوا إن ماتوا جياعاً في سبيل الحفاظ على أصالة ذلك الجين فيهم.



إن ابسط ما نقوم به ونحن على كراسينا المريحة ان نكتب كلمات نوضح فيها مدى ضآلتنا ومدى عظمتهم   
إن تضامننا معهم لا يكاد  يذكر هي مجرد صور وعبارات وتشجيع  وأناشيد، إننا أصفار على الشمال وهم شامخون بجوارنا  كأرقام يصعب علينا قرائتها  من طولها.


إن ما شاهدته على الفيس بوك اليوم أثلج صدري ، أعداد هائلة من العرب في العالم العربي وخارجه  وبالأخص المصريين وتحديداً (جروب كلنا خالد سعيد)  تضامنوا مع الأسرى بتغيير صورهم ووضع صور وعبارات محفزة معبرة مشجعة جعلتني اشعر بأن الأمل أبدلاً لا يموت ،  الفيس بوك اليوم احتفالية فلسطنية تبهج الروح وتجعل القلب يحلم  بيوم تحرير فلسطين ودخول العرب اجمع اليها فاتحين منتصرين مهللين

شكراً لكل عربي  تضامن مع أسرانا ولو بكلمة او صورة ولنبقى جميعاً يد واحدة وقلب واحد وصوت واحد حتى نحقق المعجزات .

الأحد، 13 مايو 2012

إرهاق وعزلة

يزورنا الإرهاق دون أن يستأذن ،يجتاح المنطقة بطريقة عشوائية للغاية ، يبعثر هدوءنا ويقضي على نشاطنا ويقص أجنحتنا وكأنه يريد تأديبنا ،نجده وقد تلبسنا دون ان يبعث لنا ببرقيات، فجأة نجد بأننا مرهقين للغاية ،يعترينا ذبول لاتفسير له يطغى على الجذور والساق ويبدو واضحاً على  الأوراق ،فلا نكاد نرى الضوء وكأن الثقوب في كل مكان اختفت ، ظلمة شديدة ويأس يقترب وكل الأشياء يصبح طعمها واحد إما مالح أو مر ، ننسى المذاق الحلو تماماً ،كل شيء يتساوى لا ترجح كفة شيء على كفة الآخر .

في تلك الحالة نرى جميع من حولنا بسيط ساذج سخيف أو ربما أمي يسأل أسئلته المعتادة ولكنها في تلك الفترة تبدو كأسئلة طفل متطفل مع كل سؤال تزداد شحنة الغضب والرغبة في استعمال أسوء الأساليب في الرد نتحول إلى شياطين لا رغبة لها في ممارسة اي شيء سوى العزلة التامة والاستمتاع برفقة الجمادات والصمت

لطالما مررت بتلك الحالة ولطالما رأيت أغلبية بني البشر يرتدون أقنعتهم الحقيقية التي يعلوها الغبار والصفرة ، حينها أجدني أتأملني وأتأملهم وأحاول أن اتجنب النظر إليهم حتى لاتتطاير الأتربة التي تكدست على اقنعتهم وتثير حساسيتي .

الجمعة، 11 مايو 2012

سنحاول أن لا ننسى



عندما نمر بالقرى الفقيرة والناس المعدمة يجب ان نسجد سجود شكر في نفس اللحظة
لا مجال أبداً للتأجيل

وعندما نرى الخضرة ونشم رائحة البحر يجب أن نعود إلى منازلنا لنحتفل بالحرية

وعندما نحضر حفل زفاف يجب أن لا ننسى بأن أسرة جديدة تتكون وبشر آخرين سيولدون

وعندما نرى عامل ينصهر تحت الشمس يجب أن نشكره حتى ولو سراً

عندما يتم القبض على سارق او قاتل يجب أن نتذكر بأننا لو كنا في نفس ظروفه لارتكبنا نفس الجرائم

وعندما ننظر إلى السماء يجب أن نسأل الله ان لا نصحو يوماً ونجد أننا عاجزين عن الحلم

الاثنين، 7 مايو 2012

افيدوني افادكم الله

حتى اليوم لم أعرف ما تعنيه كلمة وطن!

 هل الحنين  لمساحة جغرافية كاف  حتى اعتبره وطني ؟
ام ان المستندات والأوراق هي الحكم ؟
 أم أن المولد والنشأة والأزقة التي تحولت فيها من طفلة إلى بالغة هي وطني؟
وهل يجب أن يكون القبول متبادل أم يكفي لأن اعترف أنا بدولة ما على إنها وطني بغض النظر إن كانت هي تحسبني ضمن مواطنيها أم تتمنى أن تلفظني خارجها لأنني عبء عليها ؟

أياً كانت الإجابة فأنني لا أعرف لمن اغني ولا ما ذا أقول وبأي أرض أحلم

موطني موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء
أم سارعي للمجد والعلياء رددي الله اكبر 
أو بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي 

أرجوكم أفيدوني
إلى أي وطن انتمي ؟

أمضى حياته مابين الرحم والصندوق


خرج من رحم أمه ليبقى متقوقع داخل رحم الحياة ، مكبل لايرى سوى العدم ولا يمارس الا الوحدة ، تعلم ما علمته اياه أمه مجبراً ولم يحاول مرة أن يطلب العون أو يفتش عن المجهول، منذ البداية وهو مكتفي ذاتياً لا يلقي بأي بذور جديدة ولا يرغب في مراقبة شجيرات الآخرين ، قناعته تتلخص في أن الحياة تعاقبه نيابة عن جميع الخلق ، لم يؤمن بأن الوازرة لا تزر وزر الأخرى ، أخبره الجميع بان العدالة الإلهية أكبر مما تتصور ولكنه كفر ، حاول الجميع أن يشده نحو الخارج ولكنه كان يرفض وبشدة ، متشبث بجدران الداخل غير آبه بكل التقنيات الحديثة والتقلبات بالخارج .




جاء عمه ليشرح له أن العيش داخل الصناديق طويلاً يمكن أن يؤدي إلى تلف يصعب علاجه ولكن وصاياه لم تحرك ساكناً ، اتركوني فلن أخرج حتى وإن زارني نبي .

مرعازف قانون كانت أمه قد استأجرته بنية تحفيف وطأة الوحدة عن ابنها ، كلما مضى الوقت كلما زاد العزف سحراً ، عزف له كما لم يعزف في حياته، استدعى عازف الناي ليحل محله في النصف الأخير من الليل وقام الأخير بإثارة حنين جميع سكان المنطقة فأخرج الأغلبية رؤوسهم من النوافذ ليتلذذوا بذلك العزف الملائكي ، لم يغير وضعيته ،مستلق بهدوء، شاخص البصر وكان ملك الموت يأبى أن يفشي له السر الأعظم .


هل يمكنني الدخول أحضرت لك الكعك والشاي ، هل أدخل ؟

لم يجيب ولم تصر .


لا تعترضي ، تعلمين حاله وطباعه منذ أن جاء إلى الحياة وهو يفضل أن تأكل معدته جدرانها على أن يشاركنا الطعام .



اشترى له أخوه زوجين كناري،

ركل القفص بقدميه : تسلب منهما حريتهما كي تسليني ، تباً لكم أيها الأوغاد ، أخذ الزوجين يصيحان وأستمر هو في لعن الحياة وصنف بني البشر ، عادت أخته بعد ان سمعت صراخه الهيستيري ، هذه المرة قررتُ أن ازورك ختى وان لم تسمح لي بالدخول ،تركت على جبينه قبلة وقالت له بصوت دافيء : أنني اعرف اسباب ما أنت فيه، لا تقلق ولا تهتم بما يقولون يكفيك أن الله يسمعك ويعلم ما تخفيه بين جنبات قلبك الضعيف ، احبك كثيرا ًوأقدر رغبتك في مغادرة الحياة وعدم تقبلك لكل ما تقدمه من أجلك .



أذكر تلك الليلة المشئومة التي ماتت فيها جارتنا أمام عينيك وولم تستطع أن تمد لها يدك لتشدها بعيدا عن السيل ولكن أنا أكيدة بأنها لم تنكر عليك ذلك فلا ذنب لك بأنك جئت إلى العالم بلا يدين .

ولم أنسى تلك الفتاة الجميلة التي هزأت من مشاعرك حين أخبرتها بأنها جميلة فردت ضاحكة ( وكيف عرفت ذلك وأنت أعمى ؟!

وذلك الصبي الذي سأل أمه حين رآك ( لماذا يمشي هذا الرجل هكذا وكأنه كنغر )؟!



اعرف بانه لايمكنك اسقاط تلك المشاهد من ذاكرتك أبداً ولكن في الحياة يبقى دائماً شيء ما مختبيء خلف أسوارها ما إن نزيح الضباب حتى نراه بوضوح وحينها فقط تصبح الأشياء أجمل ويبدو الفرق واضحاً جلياً ..

أرجوك لا تلم الحياة على ذنوب لم تقترفها وساعدنا وساعد نفسك لتحيا بشكل أفضل

يكفيك انني اختك وأن المرأة الطيبة بالخارج أمك وأنك لازلت حي ولك قلب كبير ينبض

لا تنظر إلى هكذا ، اعرف بأنني اطلت زيارتي ساتركك الآن لتمارس وحدتك ولكن عاهدني بأن تخرج من الصندوق قريباً



هيا عاهدني

وضع منديله المبلل جانباً وقبلها بحرارة



وبعد أن سمع خطواتها تبتعد قال بصوت عال



أعاهدك

أحب كتبك كما تحب امك

قال أحد الحكماء، وهو يعظ ابنه المتوجه إلى مدرسته للمرة الأولى: «يا بني، ضع قلبك وراء كتبك وأحببها.
كما تحب أمك، فليس هناك شيء يعلو منزلته على الكتاب. اعلم يا بني أنه ما من طبقة من الناس، إلا وفوقها طبقة أخرى تحكمها إلا الحكيم، فهو الوحيد الذي يحكم نفسه بنفسه».

مقولة اعجبتني

القشور هي السبب


عندما نقرر ونحن في كامل وعينا بأن نلقي بالقشور اللعينة بعيداً  ونبدأ رحلة الغوص في الأعماق نكون قد بدأنا الخطوة الأولى في الطريق الصحيحة،أما إن بقينا نتأمل إطارات الصور القديمة فقط سنظل محبوسين داخلها والعالم كله يتقدمنا وكل ما نفعله ان نندب الحظ السيء ونكفر المتقدمين لأنهم تقدموا وتسببوا في بقاءنا في المؤخرة .

الأحد، 6 مايو 2012

لن ابقى



عندما يصل الإنسان إلى قرارا الرحيل يكون قد استنفذ كل طاقاته وقام بعملية فرز مطولة لكل الخيارات المطروحة ومر بكل الوضعيات الممكنة  ودرس كل البدائل فكان الحل الأخير الذي تراءى أمامه هو المغادرة وبلا عودة ، فما من داعي لأن تعيدوا المحاولات وترفعوا أصواتكم مستجدين متوسلين

أرجوك ابقى

السبت، 5 مايو 2012

الأبواب المفتوحة والاستقرار

في بيتها تعود الجميع أن يتركوا الأبواب مفتوحة على مصرعيها دون أن تراودهم فكرة إغلاقها لأنه غلق الباب يحتاج إلى النهوض من على الكنبة أو الكرسي او السرير  وقطع فلمك او مسلسلك او مباراتك المفضلة أو حتى كسر الروتين الذي اعتادوا عليه حتى ولو لخمس دقائق في النهاية هي عملية كسر تترك ورائها جرحا ما حتى وان كان سطحيا وهم ليسوا على استعداد أن يغيروا مسارهم اليومي ويذهبوا لشراء ضمادات أو لصق جروح لوقف نزف هذا الجرح الذي نتج عن كسر الروتين ، وإن تجرأت هي وقامت بتلك الخطوة العظيمة وابدت رغبة واعلنت عن نيتها صراحة بأن تقوم هي بغلق الأبواب وتركهم هم مندمجين مع ممارساتهم المكررة ، تركوا ما كانوا يفعلونها وحملقوا بها وصبوا عليها وابل من الشتائم وقائمة طويلة من الاعتراضات والافتراضات :

اتركيها مفتوحة غلقها سيسبب الفوضى وسنضطر لشراء مراوح جديدة لانك ستمنعين عنا الهواء ،وسنضطر مجبرين ان نقوم بعمليات تنظيف مكثفة لجميع المخلفات التي تراكمت خلف الأبواب المفتوحة منذ سنوات ،وسنضطر أيضاً للقيام كل مرة لفتح الباب بمجرد أن يرن أحدهم الجرس

أرجوك اشغلي نفسك بما يخصك وركزي انتباهك فقط في حدود غرفتك
لا شيء أجمل من الاستقرار
لا نريد وجع رأس !!!

الأربعاء، 2 مايو 2012

ألم تذهب للجحيم؟


عندما فاجئه الصباح بعودته تيقن بان كل الأمور تسير على مايرام لأن ماحدث ليلة أمس خلف لديه شعور بأن دورة حياة الكون قد انتهت وأن القمر يغفو اغفاءته الأخيرة وكل شيء ماض في طريق اللا عودة .


كانت السماء برتقالية مائلة الى الحمرة ، النمل الذ ي اعتاد على السعي والطواف ليجمع لقمة عيشه لا حس له ، القطط التي تضاجع بعضها ليل نهار نائمة ويبدو عليها كمن  افرط في تناول المنومات ، كلب الحي هو الوحيد الذي ينبح بطريقة هستيرية ، أمه وأبوه دخلا الغرفة باكراً على غير عادة وأخته الرضيعة شاخصة البصروهذه الليلة الأولى التي تبتسم فيها  ، والجار خفض من صوت التلفاز دون ان ارسل له البرقية اليومية ، استرق نظرة من خلف الستار فوجد أن المطر توقف  ولكن السماء لا زالت شاحبة قاتمة وكأنها تحترق ،الأشجار انقسمت جميعها إلى أربعة أجزاء وتفحمت ،
تمتم بينه وبين نفسه
كل شيء انتهى وأنها الساعات الأخيرة  .

نام بعد أن فقد الأمل في أن تستمر المركب وعرف أن أبواب الجحيم قد فُتحت لاستقباله

نام وهو موقن بأنها النومة الأخيرة.
استيقظ بعد نومة دامت يوم كامل ،لمح الزرقة والصفاء والخضرة والاشعة الصفراء و قد اضفت لمساتها على كل محتويات غرفته  ايقن بان الرحلات لازالت متاحة، وان الأوان لم يفت بعد وسارع يومها إلى المقابر القريبة من المنزل ، زار كل الموتى وطمأن المقربين منهم بانه لن يعود إلى ما كان يفعله وسيبدا مراسم التوبة عما قريب ونظر بعدها الى السماء وسأل القدير بان لا يفتك به ويسامحه على ما ارتكبه من جرائم بشعة في حق البشرية

غادر المقابر بعد أن استوحش ،وهو في الطريق رأى عجوز عاجز أخذ يستجديه ليساهم معه في تكلفة علاجه  :

ألم أخبرك قبل يومين بأن تذهب إلى الجحيم
ألم تذهب بعد؟!!

الثلاثاء، 1 مايو 2012

فكرة متفردة وصورة قاتلة


لا يمكن لشيء ان يخترقني كما تفعل الأفكار والصور ، فبعض الصور بمجرد أن تتراءى لي أشعر وكأن سيل كهربائي انطلق وبأقصى سرعة على قضبان جميع خلاياي  وتركني منهكة
وفر بعدها بعيداً بكل برود كأن لم يفعل شيئاً .




وبالمثل ، تقودني تلك الأفكار الثائرة إلى منطقة لم   تطأها روحي من قبل  فتثيرني حسياً وجسدياً ودماغياً فتصيبني رعشة لا إرادية تنم عن ارتفاع في هرمون ما وانخفاض في آخر وأجدني بعفوية بدات القيام بجميع العمليات الحسابية والتحليلية واغرق في بحر من الفلسفة والمفاضلة بين نظريات علم النفس القديمة والحديثة .

الاثنين، 30 أبريل 2012

المنشط الفعال



المحفز الوحيد والأقوى


هو الأمل

فلا تدعه يغيب عن ناظريك
هو البروتين القادر على اعادة بناء الحطام
هو المنشط الفعال الذي يمكنه انه يدفعك إلى الأمام حتى وإن كانت جميع الظروف تشدك إلى الخلف

لولا تعاطينا اياه بجرعات مناسبة لوجدنا جثث المنتحرين في كل مكان




الأحد، 29 أبريل 2012

اسمعوني

إلى عربي وعربية

لأننا كتلةُ واحدة يجب أن لا نسمح لشيء مهما كان ان يقصم ظهرنا ، لا تتركوا النعرات القبلية تستيقظ و ترعى بيننا ، ألم تدركوا بأننا  إن لم نتحد بحق لن نصعد المنصة مرة أخرى ؟
لا تدعوا الضغينة تكبر ولا تختلقوا المنغصات التي تجبرنا على التفكك


لا تعثوا مفسدين في الجسد الواحد
لا تتبعوا أهواء قوم ضلوا واعلنوا العصيان 
يكفينا ما نحن فيه ، ثيابنا ملت من الترقيع ماعادت تحتمل المزيد

حتى وإن انغمس الساسة في الضلال دعونا نعيد أمجاد الماضي ونرفع راية الشموخ ونغير الوانها  المتداخلة البشعة إلى لون واحد

من عربية تحلم بالعروبة

السبت، 28 أبريل 2012

سحب داخل الغرف




في عام 2010 أقام أحد الفنانين  (المجانين) واللذين عادة ما يجذبني جنونهم  ،معرض اطلق عليه اسم Nimbus

المعرض عبارة عن غرف مغلقة وخاوية من اي اثاث، يتم قذف بعض الدخان فيها لتصبح على شكل سحب كثيفة ،وقد نال المعرض إعجاب الكثير ممن حضروه وحتى ممن وجدوا التفاصيل بالصدفة على احدى صفحات الانترنت ومنهم انا بالطبع

فالفكرة غريبة وجديدة وكل فن يتبنى فكرة لم يتطرق إليها احد من قبل حتى لو كانت مجنونة ولا تضيف شيء يتوجب علينا أن نتطرق إليه

لايسعني القول إلا عاش المجانين ليمتعوا أمثالي من الباحثين عن الفكرة التي استطاع أصحابها أن يخرجوا عن المعتاد والمتعارف عليه